الثلاثاء، 30 يونيو 2015

حكايتنا ... اللحظات الاخيرة في حياة النجوم يرويها فرحات جنيدى الحلقة الرابعة عشر عبد السلام النابلسى..

وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية 



فرحات جنيدي
مدير مكتب وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية والموعد الجديد العالمية - القاهرة 

  • حكايتنا ...
    اللحظات الاخيرة في حياة النجوم يرويها فرحات جنيدى
    الحلقة الرابعة عشر عبد السلام النابلسى..
  • الأضواء تخلق انطباعاً لدى البعض عن نجوم السينما بأنهم من المستحيل أن يعانوا من أى حزن أو ألم، فهم يملكنا الشهرة ووفرة المال يصحبها أناقة واهتمام بالمظهر، لكن الحقيقة تكون غير ذلك، تعالى واعرف جكايتنا وحكاية اليوم عن الفنان عبد السلام النابلسى.. الفنان عبد السلام النابلسى أو الكونت دى نابلوز، وهو اللقب الذى منحه لنفسه، وهو من عائلة ذات أصول فلسطينية سورية ولد في عكار شمال طرابلس اللبنانية عام 1899 إلا أن جذوره تكن في مدينة نابلس الفلسطينية حيث كان جده قاضي نابلس الأول ومن بعده والده، وعندما بلغ العشرين من عمره أرسله والده إلى مصر أملاً في تلقي تعليمه في الأزهر الشريف وبالفعل حفظ القرآن ونبغ في اللغة العربية إلى جانب اللغة الفرنسية والإنجليزية. في عام 1925 خاض عبدالسلام التجربة الصحافية وعمل في أكثر من مجلة مثل: (مصر الجديدة والصباح)،

  • وفي عام 1929 سنحت له الفرصة ليخوض التجربة الفنية على يد السيدة آسيا في فيلم (غادة الصحراء)، لكنه لم يكن مفتاح دخوله إلى النجومية بل جاء فيلم (وخز الضمير) عام 1931 ليحقق له ذلك المنال. لم يكتف عبدالسلام بكونه ممثل ناجح بل اتجه أيضا إلى الإخراج وعمل مساعد مخرج خاصة مع الفنان (يوسف وهبي)، إلا أنه في عام 1947 تفرغ مرة أخرى للتمثيل بعد زيادة مطالبته بالعديد من الأدوار في الأفلام الكوميدية التي طالما تألق بها .تزوج عبدالسلام من (جورجيت سبات) في سن متأخر بعد أن أطلق عليه أشهر عازب في الوسط الفني واشتهر النابلسى بخفة دمه وأدواره اللامعة التى قدمها مع عدد كبير من عمالقة الزمن الجميل مثل عبد الحليم حافظ وإسماعيل ياسين وفريد الأطرش وفاتن حمامة وغيرهم، واستحوذ على لقب أشهر عازب فى السينما المصرية حتى عامه الـ60 بعد ان تزوج من فتاة صغيرة بلبنان، وبعد سنوات طويلة من النجومية فوجئ النابلسى عام 1962 بمطاردة الضرائب المصرية له والتى طالبته بسداد مبلغ 13 ألف جينه وهو مبلغ كبير فى ذلك الوقت، مما اضطره للهروب إلى لبنان والعيش هناك وقام بإنتاج العديد من الأعمال السينمائية اللبنانية، وبذل العديد من المحاولات للعودة إلى مصر والتصالح مع الضرائب، لكنها لم تنجح وتفاقمت الأزمة وحجزت الضرائب على شقته وممتلكاته فى مصر، وسرعان ما تلاحقت المعاناة واحدة تلو الأخرى فى آخر أيام النابلسى، وتزامن ذلك مع زيادة الآم المعدة لديه والتى لم يحكيها لأحد، لدرجة أن الفنانة صباح التى كانت تصور معه فيلم رحلة السعادة فى تونس، قالت فى حوار قديم لها أنها كانت تسمع تأوهات ألمه من الغرفة المجاورة بالفندق، رغم قيامه بفتح صنابير المياه حتى يعلو صوت المياه على صوت توجعاته، ومن بعدها أعلن إفلاسه بعدما أشهر بنك انترا فى بيروت إفلاسه والذى كان يضع فى كل أمواله، وعانى بعدها بالآلام مبرحة فى القلب حتى أنه أمتنع عن الطعام قبل أن يتوفى بيومين فقيرا لا يمتلك شيئا من الدنيا سوى محبة الجمهور، وأعماله التى مازالت خالدة حتى الآن. وكان الفقر والمرض هما عنوان نهاية وفى 5 يوليو 1968 اشتد المرض على النابلسى، وأثناء نقله للمستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة، واستمراراً للمأساة لم تجد زوجته بعد وفاته مالاً كافياً لإجراء الجنازة، فتولى الموسيقار فريد الأطرش هذا الأمر، كما تولى رعاية زوجة النابلسى حتى آخر يوم من عمره.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق