الاثنين، 29 يونيو 2015

مابين عمى الإرهاب وبصيرة الحق ..... بقلم د. شريف عبدالباقي

وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية 





مابين عمى الإرهاب وبصيرة الحق .... بقلم د. شريف عبدالباقي


بعض الأوقات قد تكون الحقيقة أمامنا ولا نراها ... و أحياناً نراها و لكننا نتجاهلها من حولنا و نمارس بعض ألوان " العمى " بـاحتراف لكي نهرب من الواقع أمامنا ... حتى لا نشعر بالحزن عندما نكتب فلا يصل المعنى من كلماتنا ... وأن نصرخ ألماً فلا تصل أصوتنا لأحد ... وقد نرحل فيصل نبأ رحيلنا لمن شاركونا رحلة الحياة كالغرباء ... ولكن صوت الحقيقة سيظل ساطعاً سطوع الشمس مهما مهما اختبئنا منها ... و إن كتبت ولم يصل المعنى من كلماتي وإحساسي الآن فيكفى إني أكون كتبت وعبرت عما بداخلي ... حتى وإن صرخت بأعلى صوتي بالحق ولم يصل الصوت فيكفى إن يكون لساني وقلمي نطق ولم يمارس العمى ... حتى وإن لفظت أنفاسي وانا وحدي فيكفى أن أرحل وأنا بصير .
والحقيقة التي أراها وسط بحار الدماء ... وسط صراعات الغدر والخيانة إنه لابد وأن يكون في كل زمن من الأزمان إرهابي زمانه ... فهو من امتلك من العزيمة ودرجة التصميم مبلغاً كبيراً ... ولكن ليضع نفسه خصماً لأكثر القوانين الإلهية والإنسانية قداسة وهي الرحمة ... والشرف وادعاء الدين لم يقف قط أمام قرار اتخذه وعقد العزم على تنفيذه بترهيب وقتل من حوله ليفرض إرادته ... وهو مجرد جزء من مجتمعه و ليس كل المجتمع ... فاتخذ طريقاً قاطعاً لطرق من شاركوه زمانه ... ليهدر دماء الأبرياء على جوانب طريقه ... ليرهب زمانه معتقداً أنه بذلك يمتلك من الرجولة والشجاعه مالم يملكه رجال زمانه .
و يشاركه في نفس المكان والزمان جندي المكان .... هو من عانى من قسوة الحياة ولم يستسلم لأهوائه ... وكانت كفيلة أن تجعل منه خصماً لأكثر القوانين قداسة في زمانه ... ولكن لطاعته لقوانين أكثر قدسية بداخله امتلك زمام عزيمته ودرجة تصميمه لكي لاينحرف أما إرهاب من أمامه ... وجعلته يصمد في كل موقف تمليه عليه قوانين كيانه ومبادئه السامية ليلتزم بواجبه ... فهو جندي يقاتل في صفوف زمانه والذي لايحتاج إلى نصف شجاعة إرهابي زمانه ليواجهه على الطريق صامداً ... وكلما استشهد جندي من جنود الزمان ظهر خلفه ألف جندي مكانه ... ولن ينتصر إرهابي الزمان .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق