الثلاثاء، 30 يونيو 2015

كيف أصبحت الدنيا لمن غلب !!!! ......... بقلم د.شريف عبدالباقي








    وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية 





    كيف أصبحت الدنيا لمن غلب !!!! ......... بقلم د.شريف عبدالباقي


    كل مايمر به المجتمع من تغيرات لابد وأن يكون له أثر كبير على شخصيات البشر في ذلك المجتمع ... والجميع يتسائل ويبحث عن سبب ما وصلنا إليه الآن من بلطجة وعنف واعتداءات وقتل وتخريب ... ولكن لنتأمل قليلا مانراه حولنا فربما خيانة الأوطان جريمة قديمة عبر الزمان ويقوم به أفراد طغت عليهم أهواء أنفسهم ورغباتهم في الحياة فالخيانة دائماً تكون لهدف بداخل كل خائن ولكن مايستدعي أن ننتبه إليه جيداً هو أن الحال وصل بالإنسان أنه أصبح خائناً لنفسه ويسعى لتخريب حياته و دون أن يدري و بغير هدف بدأً من انتشار المخدرات ووصولاً إلى حالة اليأس والاستسلام وروح الانهزاميه .
    و داخل المجتمع نرى انتشار نمط شخصية البلطجي في المجتمع بصور مختلفة والتي تتسم جميعها بمظاهر العنف الصريح أو الضمني مثل حالات التحرشات التي تحدث في الشوارع فهي مستنده في أساسها على القوة من جهة الذكورة وعنفوان الشباب ... وكذلك المجادلات في الباطل ... والعنف الفكري واحتكار المناصب لفئات معينة ... وجرائم السرقات ... واعتداء الأزواج على الزوجات والكثير من التقاليد المستحدثة والمعتمدة على أن حكم القوة أعلى من القانون ... ولعل هذا ما أفرزته أحداث السنوات الماضية من صراع بين سيادة القانون وسيادة المليونيات والتي استغلها الكثير من المنتفعون في فرض أهوائهم بالقوة فوق القوانين ... تشوهات أخلاقية سادت المجتمعات واخترقت وقوضت أمن الإنسان داخل المجتمع .... فما السبب وراء تلك التغيرات في الأخلاق المجتمعية لينعكس بهذه الصورة على أفراده ؟؟؟
    وبالبحث عن الأسباب سنجد أن هناك ثلاثة عوامل وراء إحداث تلك التشوهات الأخلاقية في الشخصيات داخل المجتمع أساسها العامل السياسي ويتضافر معه العامل الاقتصادي و العامل القيمي ... فالسبب الرئيسي وهو العامل السياسي بدأ بتوغل سياسة الرأسمالية و هيمنتها على العالم بعد سقوط الإتحاد السوفيتي مع بداية تسعينيات القرن الماضي وأعلنت سطوتها و بدأت تنعكس أثر سياسة القطب الواحد على العالم بأسره في التعاملات الدولية من جانب الولايات المتحدة ... وأصبح التعامل يقوم على أساس طرف واحد يمتلك القوة و يملي احتكاراته وإرادته عياناً بياناً على من حوله ... و انهارت أمامه شيئاً فشيئاً جميع الشرائع والقوانين والأعراف والمؤسسات الرسمية والشعبية على السواء ...
    و قد امتد أثر ذلك الاحتكار على جميع أنشطة المجتمعات المختلفة وخاصة التي تعاني من أزمات اقتصادية ... ابتداء من احتكار السلع الأساسية والغير أساسية وامتد ذلك الاحتكار حتى الخدمات المختلفة والعلم والمعرفة والثقافة ... وهذا بالطبع انعكس على خصائص الشخصية الفردية داخل المجتمع وخاصة لدينا في المجتمعات العربية ... فأخذت النزعة لإستخدام القوة هي السائدة فوق القانون وانهارت أمامها القيم والأعراف والتقاليد ... فكلما نظر الإنسان فوقه وجد أن سلطة القوة تتحكم وبالتالي هو يبحث عن مصدر القوة لدية ليستطيع التحكم وإملاء احتكاراته هو أيضاً على الأضعف منه ... فأصبح الشعار لدي الجميع الحياة لمن غلب وإن شئت اشتري مادمت ستدفع وتملك الثمن !!!! ... ولكن ماذا الحل ؟؟؟ الحل أبسط مما نتصور ونتخيل ولايحتاج إلى دراسات أو تعقيدات وهو العودة إلى تعاليم رسل الخالق والتمسك بالكتب المقدسة وهذا ما أوصانا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي " ... وهذا هو الحل فقط ...

    ليست هناك تعليقات :

    إرسال تعليق