الجمعة، 10 يوليو 2015

لوحة " هذي الجزائر" بفرشاة الشاعر الطبيب حسن عبابسة بقلم .. الاديبه الجزائريه سميره بولمية

وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية

الاعلامي جمال الموسوي
مدير مكتب العراق

لوحة " هذي الجزائر" بفرشاة الشاعر الطبيب حسن عبابسة
بقلم .. الاديبه الجزائريه سميره بولمية
(( هذي الجزائر رسمتها بفرشاة قلبك الأخضر ورفعت أوتاد خطبتها كي يشهد الأزهران شموخ تاجها المزبرج بفيروزج البحارالسبع وحملت السماء الثامنة سناجق الأرض التي عجنتها حوائن الدهر و صنعت من رماد الزاروب قبة لقلعة نوفمبر .. هذي الجزائر التي أيقظت في عروقها جمرات التشارين و زغاريد عرائس النار وفتحت شبابيكها على نهر الذكريات .. وشاهدت ملحمة مطرها الأحمر في ساحات الغضب و اخرجت من جيوب جبالها مذكرات الصلاء والصليل .. هذي الجزائر التي زرعت في أحواض ربيعها رحيق الزنابق و ايمائية الجلنار وتمائم الصندل ونحتت بازميل قبلة العنبرعلى قوادم بطولاتها صلاة النخيل والسرو و المطهر .. واشعلت في ترس شمسها تراتيل البخور و المرمر .. واخرجت من روح قصور مجدها بهلة الترهات الصحاصح و مكر الصدائد و لعنة يحموم وسموم و تحاسير ريب المنون.. و أعلنت في مرايا المرابيع قيامة مطارة الأحرار و وشمت بالنؤورعلى نيسمها هيبة الأسود و الصقور والنسور واخرجت من جفار صمتها ترنمية ورقاء السلام .. هذي الجزائر.. صرحة الدار .. رائعة الثقلان .. خلوة الصباحة .. جلول ماخرة الآمال .. راية الأمان .. جفنة الفجر .. أقباء التاريخ .. ياجر الاماني .. برازخ الورق و الصلصال .. وشوشة النضاخة لخمائل البنفسج و السوسن و الريحان .. جلاب الحياة .. جلاجل الأفراح .. منمنمة البهاء .. تغريدة العلياء في شرفات السناء .. صهيل سوابح التناد .. أحدوثة الزمان .. عهود الوادس و الوثيجة .. قسم الثأى والعقال .. أرجوزة اليم .. فسيفساء الهيام .. أجمل مازف الينا الرحمن .. هذي الجزائر يارفيق درب المطر .. سلمتها لأصابع " شوبان " الذي اخرج الزيت من زيتونها و القمح و الشعير من حقولها و مواويل الماء من ينابيعها و آيات التين والرمان و الشهد والعسل و الكوثر من فراديسها و الضوء من مشكاة القمر و السحر من رموش الميموزة و الحكمة من بلاسم الميدوزة ووصايا الجسر من جيوب فرقد الغجر .. خطب في كورس الأطفال وملكوت الألوان و سرب السنونو وعصافير الجنة و الفراش .. وفي حارس أهازيج السنقر .. ورماح الأهقار .. و أقواس الونشريس .. وأتراس جرجرة و الأوراس .. وتفنن في جمع انفاسها في الدمقس الأرجواني والاسمنجوني و الأبيض .. ونثر علي ضفائرها الزرقاء عبق اللؤلؤ المكنون وندى الزمزريق الرقراق .. هذي الجزائر ياقديس " مواسم الغاردوشكا و الصبار " صعدت بها ملائكة الألحان الى قمم حنجرة المنشد " جمال خضار " الذي ألبسها عباءة خيوطها من شجرة الذهب طرزتها صافات الصفاء بالياقوت والزمرد واليشب نسجتها انامل أوتار كينارته العذبة على نول الوطن .. قنن تسابيح راسها باكليل الغار وسلمها صولجان مرصع بالعقيق و الماس واجلسها على صهوات العز والكبرياء ثم حلق بها حتى بلغ سدرة الابداع .. فاهتزت لسماعها سدة الشهداء و كبرت لها مآذن الدبران وانحنى لظلها جبين المردقوش و مراشف المزنة ونايات الصرفان .. هذي الجزائر جذوة الطبيب الذي تخصص في اقتلاع اشواك الاوجاع من حدائق القلوب المتعبة .. اختصر دربه اليها عبر تفافيد الاحلام .. وقالها بكل لغات العفة والكبرياء .. الجزائر ليست في القلب .. الجزائر هي القلب .. ))

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق