وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية
مصطفى عمراني
مدير مكتب وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية
مدير مكتب وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية
عند سماع أذان المغرب المرافق ل«الدقة المدفع»، يهرول الأطفال نحو مائدة الإفطار لشدة الجوع بعد يوم طويل من الصيام، فيندهشون لتنوع الأطباق وتعدد الألوان: «حريرة» و«شباكية» و«مقروط» و«بريوات» و«ثمر» و«تين» و«شريحة» و«بيض» و«عصائر» و«رغايف» و«ملاوي» و«بغرير» و«سلو» و«حلويات عصرية وتقليدية» و«مملحات» و«قهوة» و«حليب» و«شاي» و«عسل» وكل ما يتميز به المطبخ المغربي. بعد الانتهاء من الإفطار، يمنح كل أب أوراقا نقدية وعلب الشوكولاطة لأبنائه تشجيعا لهم على صبرهم وتحملهم صيام يوم كامل، ثم يصطحبهم إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح جماعة، بينما تبقى النساء في البيت لتجهيز مائدة العشاء.
لا يمكن إغفال مشهد أبواب المساجد وقد قعد أمامها العشرات من المتسولين الذين يستغلون هذه المناسبة الدينية للتأثير على مشاعر المصلين الذين لا يترددون لحظة واحدة في أن يتصدقوا عليهم. كما تمتلئ الشوارع المجاورة للمساجد ببائعين يفترشون بضائع من قبيل «التسببيح» و«المسك» و«العطور» و«القرآن» و«السجاجيد» و«الأشرطة والأسطوانات الدينية»، ملفتين بذلك انتباه المصلين لاقتناء غرض ما عند دخولهم أو خروجهم من المسجد.
وهكذا، يدوم السهر طيلة الليل، ولاتطفأ أنوار البيوت إلى غاية ساعات قليلة قبل أذان الفجر ليدخل كل واحد إلى بيته لتناول وجبة السحور وصلاة الفجر وقراءة القرآن وتلاوة الأذكار الصباحية، وبعدها يخلد الناس للنوم مسترجعين أحداث يوم رائع ومنتظرين المناسبة المقبلة «عيد الفطر». بينما يختار البعض الآخر أن يجلس مع أصحابه والسهر في أحاديث طويلة لا تنتهي إلا عند طلوع الشمس.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق