الثلاثاء، 7 يوليو 2015

عن العنف المجاني في المسلسلات، الجزء الأول، زاوية "ريموت"، الأهرام المسائي، 19 رمضان

عن العنف المجاني في المسلسلات، الجزء الأول، زاوية "ريموت"، الأهرام المسائي، 19 رمضان
ريموت 19
عنف مجاني (1)
وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية 

أسامة عبد الفتاح


لا أحب ولا أقتنع بما يسمى "الفن النظيف"، الذي يُقال إنه يخلو من كل ما يجرح مشاعر أو أنظار المشاهدين، والذي تفرع منه مصطلح "السينما النظيفة" السخيف، وأرى أن كل ما يمكن تصنيف أو تقسيم الفن وفق أحكامه، هو معايير الجودة الفنية، فهناك عمل فني جيد وآخر رديء فحسب، بصرف النظر عما يحتويه من مشاهد أو ما يتبعه من أساليب.. وإذا كانت الضرورات الفنية والدرامية تقتضي وجود مشاهد عنف أو جنس على سبيل المثال، فلابد من وجودها، والعكس صحيح، على أن يترك قرار ومسئولية المشاهدة للمشاهد نفسه، الذي لا يجب أن يكون أحد وصيا عليه أو على اختياراته.
كان هذا المدخل ضروريا للحديث عن بعض مسلسلات رمضان هذا العام، والتي تزخر بمشاهد العنف المجاني غير المبرر والعبث المطلق، في انعكاس مباشر وإفراز طبيعي لحالة الجنون والهستيريا التي يعاني منها المجتمع المصري هذه الأيام، ومن دون أي ضرورة فنية أو درامية، بل من دون أي منطق درامي أو فني، اللهم إلا الرغبة في محاكاة عنف المجتمع وعبثه، والتقليد الأعمى للنموذج الأمريكي الهوليوودي في دراما الحركة والتشويق والإثارة.
يجب أن نتذكر هنا أننا لا نتحدث عن دراما مقدمة على شاشة السينما التي نذهب إليها بإرادتنا واختيارنا، بل في التليفزيون، الموجود في كل بيت، وبالتالي فهي متاحة بكبسة زر كما يقولون لكل المشاهدين بمن فيهم ضعاف القلوب والأطفال.. فما هو تأثير مثل هذه المشاهد، وغيرها من المشاهد الصادمة، على الأطفال، الذين يستحيل التحكم بشكل كامل فيما يشاهدونه أو ما يمكن أن يقتحم عيونهم عنوة؟
يقول الخبراء إنه عند حديثنا عن الأطفال نقسمهم إلى مرحلتين عمريتين: الأولى مرحلة الطفولة المبكرة حتى سن خمس سنوات، وفيها لا يميز الطفل بين الواقع وبين الخيال، إذ أن كل ما يراه، بالنسبة إليه، هو الحقيقة..
والمرحلة الثانية تمتد بين سن السادسة وسن الثانية عشرة، وفيها يبدأ الطفل يدرك أن ما يراه ليس واقعا ولكنه لا يحلل التصرفات ويتبني تصرفات الآخرين الشخصية.
ونواصل غدا..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق