الأحد، 5 يوليو 2015

فنون ومهارات إدارة مابعد الأزمة ......... بقلم د.شريف عبدالباقي






وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية 



فنون ومهارات إدارة مابعد الأزمة ......... بقلم د.شريف عبدالباقي

الأزمات والكوارث في الحياة لم يتجنب ملاقاتها أي إنسان أبداً على وجه الأرض ... ويكون لها تأثير كبير على رحلته في الحياة ... فهناك من يستثمرها ويتعلم منها وهناك من يقع مستسلماً تحت براثنها ويظل ناظراً خلفه باقي حياته إليها مهما أبعدتها السنين ويظل تحت سيطرتها ... فدائماً لها أثر في تشكيل شخصية الإنسان وأساليب تفكيره ومستقبله بشكل عام .... فالأحداث سواء على مستوى الدول والأمم أو البشر و أياً كانت إيجابية أو أزمات وكوارث تعد موارد يجب استثمارها والأستفادة منها وخصوصاً في الأزمات .... فثقافة استثمار الأزمة والأستفادة منها والتي اطلق عليها مهارة إدارة مابعد الأزمة تعتبر من أهم مراحل إدارة الأزمة ... فالدروس التي يمكن أن نتعلمها ونخرج بها من خضم الأحداث والأزمات تكون كنز من الخبرات بخلاف مايمكننا من تحويلها إلى طاقة محفزة وبداية انطلاقة جديدة .
وهناك أمثلة كثيرة على المستوى الدولي تدل على أهمية مهارة استثمار الأزمات والكوارث في التحول للنقيض ومن أمثلتها اليابان بعد أن واجهة أكبر كارثة يمكن أن تواجهها دولة على وجه الأرض بعد تدميرها تماما بعد الحرب العالمية الثانية وكما نشاهد الآن نتيجة نجاحها في إدارة ما بعد الأزمة مؤكدة أمام الأعين .... وهناك استثمار العدوان الثلاثي على مصر 56 نتيجة تأميم قناة السويس واستثماره في بناء السد العالي ..... وهناك استثمار الحالة النفسية بعد نكسة 67 واستثمارها وتحويلها إلى طاقة وعزيمة حققت انتصار 73 والكثير من الأحداث التي استثمرت جيدا.
ولكننا مع الآسف اليوم اعتادت الأمة على أن تكتب فقط ما كان ووقع .... ولا تفكر وتدبر لتكتب الدروس وتحذر وتستعد لما سيكون وسيقع ... تعمدنا أن نكتب كان من المفروض أن يكون .... ولم نتعلم أن نكتب من المفروض ما سيكون أن نفعله ... فلم نتعوّد على أن تضع على الهامش ماذا تعلمنا مماحدث لتحاول أن تتفادى أخطاء ماسيحدث مستقبلاً .... وليتنا فقط نسجل ما يحدث كما حدث ..... بل إننا نسجله كما نريد أن نراه لنبرره ... أو كما يريد صانع الحدث .. فأصبحنا لا نفرّق بين "العَالِم والعالـَم" .... وبين "الإقدام و الأقدام".... فامتلأت السطور بالأخطاء المطبعية ...أخطاء الطباعة التي من الصعب أن تتغيّر .... وهي التي تملأ النفوس وتضل العقول ..
والآن أمسكت القلم بين أناملي لكي أكتب وأسطر ماذا أرى ومايجب علينا أن نستعد له ... فاليوم نحتاج كثير إلى أن نكتسب مهارة إدارة مابعد الأزمة واستثمار الأحداث إيجابياً .... ويجب علينا أن نعلم أن مجابهة الدمار الأرهابي للعقول لن يتحقق بالسلاح فقط ولكن بالعمل والإيجابية .... فكلما وجد أعدائنا والمتربصين بمصر أن المسيرة مستمرة والتنمية مستمرة ولن يوقفها أي تآمر فهو يعد طعنة قوية لهم ورسالة أقوى من نيران البارود بأننا لم نتأثر بكل محاولاتكم وأن مصر ستظل أكبر وأقوى من أن يوقف مسيرة أبنائها لبناء بلادهم ... يجب علينا أن نتعلم مهارة إدارة مابعد الأزمات والكوارث واستثمار الحدث فهو أقوى الموارد التي يمكن أن نعتمد عليها في حفز الطاقة البشرية

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق