وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية .

فرحات جنيدي
مدير مكتب وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية
وجريدة الموعد الجديد العالمية
في البداية وقبل كل شيء أعزى نفسى وأعزى القوات المسلحة المصرية والشعب المصرى فى شهدائنا الابطال داعيا الله أن يرزقهم الجنة وأن يعطينا القدرة والعزيمة لأخذ ثأرهم وتطهير البلاد من شرور وجهل الارهاب الاسود . إن ما يحدث اليوم فى الشارع المصرى بداية من اغتيال النائب العام ثم تفجيرات أكتوبر ثم ضرب الاكمنة الامنية فى سيناء يؤكد لنا حقيقة واحدة لا تقبل الجدال وهى أن مصر تخوض حربا حقيقية ضد الارهاب والتطرف حرب متطورة استخدمت فيها تلك العصابات الاجرامية القذرة وسائل حديثة وتقنيات كبيرة فى مجال حرب العصابات وكشف لنا أيضا عن وجود مؤسسات دولية وأجهزة مخابرات تتعاون مع تلك التنظيمات وتفتح لها بنك من المعلومات وتمدها بأحدث الاسلحة والتقنيات وتوفر لها تدريب على أحدث الاسلحة . إننا اليوم أمام تحدى كبير فالقاصى والدانى يعلم بوجود تعاون مشترك بين تلك التنظيمات ودول كبرى فى المنطقة وبعض من أقزام الدول العربية ولذا وجب علينا أن نكون جنود مقاتلون نقف فى الصفوف الاولى لنحارب هذا الجهل ونقضى على هؤلاء المرتزقة فنحمى حدودنا ونؤمن أرضنا فينعم شعبنا ويأمل أطفالنا فى مستقبل أفضل . لكن وأنا أخط تلك الكلمات يعبث بعقلى سؤال أين نحن قبل الحدث ؟ فإن الارهاب والتطرف والافكار القذرة وجدت مناخ وبيئة خصبة لها فى الشارع المصرى منذ وقت بعيد . لقد عرفت طريقها الى عقول الشباب المصرى ودخلت كل بيت بوسائل مختلفة فاستطاعت أن تخلق لنفسها قاعدة ويكون لها أتباع فى كل مكان يؤمروا فيعلنوا الطاعة فعبثوا بالدولة والشباب وبعقول الامة ولم يتصدى لهم أحد ونحن من هنا من هذا المنبر الصغير كتبنا المقالات والتقارير والتصريحات وخرجنا الى الندوات والمؤتمرات وصرخنا ونادينا بأن تتحرك وزارة الثقافة وأن تفتح ابوابها وتقدم الفكر الصحيح وأن تستخدم كل كوادرها لتصحيح المفاهيم المغلوطة عند الشباب والنشئ لكن يبدو أن وزير الثقافة مخمورا بنسمات هواء نيل الزمالك وكرس وقته كله للقاء الفاتنات من الاعلاميين فقط وان تكرم يحضر احدى الندوات داخل مبنى المجلس الاعلى للثقافة وبكل صراحة حال الوزير من حال كل العاملين تحت قيادته من مدرين ورئاساء قطاعات ورئاساء تحرير المجلات والصحف والدوريات التي تخرج من وزارة الثقافة وكذألك المثقفين فكل تلك النخبة التى تنعم بأموال الدولة ومؤسساتها اصبحت من اصحاب اللياقات البيضاء لا يتحركوا الا بالسيارات ولا يجلسوا الا اسفل التكييفات فتحولوا الى شيوخ للنشر الفكر المتطرف والارهارب الاسود بتكسلهم عن تقديم وجباتهم وتحولت وزارة الثقافة الى حظيرة هدفها تسمين النخبة . هل يعلم السيد الوزير ان الهيئة العامة لقصور الثقافة تملك أكثر من 550 موقع ثقافي متنوع ما بين قصر وبيت وقصر طفل ومكتبة تشكل ملتقى للإبداع الادبى والفني والنشاط الثقافي وهى منتشرة ومقسمه جغرافيا لتغطى معظم مناطق الجمهورية والتي تضم ملاين الكتب في شتى المجالات العلمية والأدبية والتاريخية، إلى جانب عدد كبير من أندية تكنولوجيا المعلومات المزودة بالإنترنت،عليك فقط ان تتخيل ان هذا العدد الكبير يقدم خدمات فعلية ويلتقى بالشباب والاطفال مرة واحدة كل اسبوع ستكون ثمار هذا الجهد هى اخراج جيل من الشباب يحمل وجهة نظر وثقافة وقدرة على اقامة حائط صد يصعب على اى جهة او تنظيم او اى عدو كان ويحطم كل اصنام الجهل . اننا اما عصابة تدمر فى النشئ ومقدرات الدولة فان عدد المثقفين المنتفعين من وزارة الثقافة يحصلوا على مكافأت ورواتب شهرية وغيره تكفى لتنمية سيناء وجنوب مصر . وانا هنا اخص جنوب مصر بالذات لأنه هو المكان الدافئ الذى يحتضن كل الافكار المتطرفة والجهل فخرجت منه الجماعات المتطرفة فى تسعينيات القرن الماضي وهو الآن المحتضن للجهل والافكار المشبوهة وهو أيضا ملاذ امان للمتطرفين والمجرمين تستطيع ان تقول انه بيئة خصبة للفساد والجريمة والجهل والتطرف . ومن هنا كان السؤال .لماذا لا ينتقل هؤلاء المثقفين ونجوم الثقافة المصرية إلى عمل ندوات ومؤتمرات وورش تدريب دورات أسبوعية أو شهرية معتمدة أو غير معتمدة فى محافظات مصر وتشغيل قصور وبيوت الثقافة التى لا تعمل
النهاية كلمة بسيطة وهى ان تلك البيوت والقصور لن تعمل وان تلك النخبة من مرتزقة الثقافة لن يتحركنا وان وزير الثقافة لن يترك مكتبه فوق نيل الزمالك .كلهم شركاء مع الارهاب وتقديمهم للمحكمة وسجنهم او اعدمهم واجب قومى افيقوا يرحمكم الله طهروا وزارة الثقافة وآتوا لنا بشرفاء يعملنا من اجل وطن آمن وعقول مستنيرة ونشئ يحمل الحاضر الى مستقبل افضل ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق